انترنت الاشياء-14
بعد 13 درساً مفصلة حول انترنت الاشياء والثورة القادمة في عالم تكنولوجيا المعلومات تبين لنا ان الموضوع لا يحضى بالاهتمام الكافي من قبل القاريء العربي اما بسبب التهاون في فهم هذه التكنولوجيا او الاعتقاد ببعدها عن الواقع والتطبيق القريب او ببساطة لأن جمهور ال (IT) يبحث فقط عن شهادات تضمن له التوظيف فقط وبأسرع الطرق ولا يهتم بتوسيع افق معرفته عن التقنيات التي ستحكم الغد وستكون جزءاً من واقعنا في المستقبل القريب. السبب الاخر الذي قد يكون وراء قلة التفاعل والاهتمام بالكورس لحد الان هو كثرة التفاصيل في حين يسعى الكثيرون الى معرفة “المختصر المفيد” عما يفيدهم في عملهم ودراستهم ومستقبل تعاملهم مع تقنيات المعلومات ولأننا اردنا ان يكون الكورس او الدورة بمثابة المصدر العربي المتكامل الاول من نوعه في شرح كل شيء عن هذا الموضوع فقط حرصنا على تضمين الدروس السابقة كل شاردة وواردة عن هذا الموضوع ولكن ليس بعد الان 🙂
نعم من الان وصاعداً سنلتجأ الى “المختصر المفيد” ونترك للمهتمين بالموضوع اكثر حرية البحث عن مصادر اخرى (والتي اغلبها باللغة الانكليزية حيث ما زال هذا المجال مجهولاً للكثيرين في العالم العربي) وسنقوم بتضمين رابط المصدر لهذه الدروس في نهاية كل درس ليراجعها المهتمون بتفاصيل اكثر ومن الله التوفيق.
وصلنا في درس اليوم الى المكون الثالث من مكونات انترنت الاشياء الاو وهو (المستخدمين):
البيانات لوحدها لا قيمة لها بدون تحويلها الى معلومات يستخدمها الانسان بالنهاية لتحسين اتخاذ القرارات. ولذلك فالمستخدمين هم المركز في عالم انترنت الاشياء وهم المنتجون والمستهلكون لكل البيانات التي يتم تبادلها وتناقلها في انترنت الاشياء. هذا الامر جعل انواع الاتصال تنقسم الى الانواع التالية:
- اتصال بشر الى بشر (people to people P2P connection).
- اتصال مكائن الى بشر (machine to people M2P connections).
- اتصال مكائن بمكائن (Machine to machine M2M connection).
من الاهداف الاساسية لأنترنت الاشياء هو تمكين نقل المعلومات بدقة وفي الوقت المناسب الى المستخدمين مما ينتج عنه تغير في طريقة سلوك الانسان بما يخدم مصلحته. كذلك فأن انترنت الاشياء يسمح بوجود ما يسمى التغذية العكسية الدورية (feedback loop) وهو قابلية جمع اراء المستخدمين وارجاعها الى النظام لتغيير نوعية الخدمة في المستقبل بناءاً على اراء المستخدمين وما يحتاجونه اكثر.
كيف ستستفيد التجارة من البيانات:
بما اننا نعلم انه ليس كل البشر يحتاجون كل المنتجات، فأن توفير معلومات دقيقة للمنتجين عن ما هي المنتجات التي يبحث عنها المستخدمين في الانترنت ويفضلون استخدامها سيجعلها تستهدف هؤلاء المستخدمين اكثر من غيرهم بنوعية المنتجات التي تناسبهم وتزداد نسبة او احتمالية شرائهم لها مما يفيد كل من المنتج والمستخدم بوجود شبكة تغذية عكسية دائمية يوفرها انترنت الاشياء:
انترنت الاشياء يشجع ويدعم ايضاً ما يسمى بالتسويق الدقيق (micromarketing) وهو ما نراه كل يوم اثناء تصفحنا للأنترنت حيث قد نستلم ايميل من موقع انترنت سبق ان قمنا بزيارته والشراء منه (او حتى تصفحه فقط) ونجد ان هذا الايميل يخبرنا بوجود تخفيض في اسعار شيء مشابه لما كنا نبحث عنه او قد نلاحظ اننا اثناء تصفحنا للأنترنت نجد اعلانات عن نفس زوج الاحذية الذي كنا نبحث عنه اونلاين قبل يوم او اكثر. كل هذه ليست صدفة وانما هي من تطبيقات انترنت الاشياء ودعمه للتسويق الدقيق:
المكون الرابع من مكونات انترنت الاشياء هو العمليات (processes) وهي تلعب دوراً كبيراً في تحديد كيف تعمل المكونات الاخرى (الاشياء والبيانات والناس) مع بعض وكيف يتم توصيل المعلومات القيمة الى العالم المتصل بأنترنت الاشياء.
تقوم العمليات بتسهيل اتصال المستخدمين بالاجهزة الالكترونية والاشياء والمعلومات بأسهل الطرق وكما توضحه الصورة التالية:
اتصالات المكائن الى المكائن (M2M): وتحصل عندما يتم نقل البيانات من ماكنة او شيء (machine or thing) الى اخر عبر شبكة الانترنت وهذا الاتصال هو الاهم والاكثر حساسية في انترنت الاشياء. وكمثال على الاتصالات بين جهازين في انترنت الاشياء هو اتصال السيارة بالبيت لتعلمه بقرب وصول السائق الى البيت ليقوم البيت المتصل بأنترنت الاشياء بضبط درجة حرارة المنزل والاضاءة بحسب ما يرغب صاحب المنزل (بناءاً على التعلم السابق من قبل المنزل لما يفضل صاحبه).
المكونات الرئيسية في اتصالات ال (M2M) تتضمن المتحسسات والمحركات والمتحكمات. وكل منها تمتلك اتصال بالشبكة وبرمجة توجه الجهاز لكيفية تفسير البيانات وتحليلها وتوجيهها الى الاجهزة الاخرى.
اتصالات البشر والمكائن (M2P): وتحصل عندما يتم نقل البيانات بين ماكنة او جهاز مثل الحاسوب او الهاتف الذكي او غيرها وبين الانسان (المستخدم). وبناءاً على الفعاليات التي يقوم بها البشر كأستجابة لتلك البيانات تكتمل حلقة التغذية العكسية المستمرة (feedback loop). هذا النوع من الاتصالات ثنائي الاتجاه من البشر للاجهزة وبالعكس ويتراوح بين انظمة اعلام الزبائن بأمور تجارية الى منبهات المستخدمين الى الظروف الجوية الى التحليلات البيانية المرئية المختلفة.
الاتصالات بين البشر (P2P): وتحصل عندما تنتقل البيانات من شخص لأخر وتتم عبر الفيديو والاتصالات الهاتفية ووسائل التواصل الاجتماعي وتسمى عادة بالتعاون (collaboration). وكما هو واضح في الصورة ادناه فأن اعلى قيمة لأنترنت الاشياء تتحقق حين تنجح العمليات (processes) في تسهيل التكامل بين هذه الانواع المختلفة من الاتصالات (M2M, M2P, and P2P):
مثال بسيط على كيفية تعاون الاجهزة والبيانات والبشر والعمليات في انترنت الاشياء لتحقيق تقليل في الاستهلاك:
قامت شركة ادارة مجمعات سكنية بنصب 95000 متحسس في بناية معينة لمراقبة استهلاك الطاقة وبعد تطبيق التحليلات الضرورية فأن الشركة كانت قادرة على مساعدة المستأجرين على تقليل استهلاك الطاقة وبالتالي تقليل فواتير الطاقة (الكهرباء والغاز) وكانت النتيجة تقليل 21% من استهلاك الطاقة خلال عام 2012 وكما توضحه بشكل اكثر تفصيلاً الصورة التالية:
انترنت الاشياء كقطرة الماء:
نعم انترنت الاشياء يتكون من ملايين بل مليارات الاجهزة والاشياء والبشر والعمليات المتصلة ببعضها والمتواصلة مع بعضها بشكل دائم وهو بذلك كقطرة الماء التي لا تعني اي شيء لوحدها ولكن بتعاونها مع بقية قطرات الماء من ملايين او مليارات القطرات فأنها يمكن ان تغير شكل كوكبنا وكذلك فأن كل انسان او متحسس او بت من البيانات لوحده قد لا يعني شيئاً ولكن تجمعها سوية وتفاعلها في بيئة متكاملة اسمها انترنت الاشياء يخلق تغييرات جذرية لحياة الناس على كوكب الارض.
ولأعطاء هذا المثال بعداً واقعياً اكثر فلنأخذ بنظر الاعتبار قطرة ماء واحدة والتي تبدأ سلسلة تفاعلات تؤدي الى نتائج كبيرة. فأنظمة مراقبة المطر او تسرب المياة ترسل تنبيه الى الجهات المعنية بأن عاصفة مطرية قادمة او تسرب مياة كبير محتمل حيث تقوم المتحسسات بأرسال بياناتها الى الشبكة وتقوم الشبكة بالحديث الى شبكات المرور وتقوم شبكات المرور بالتحدث الى انظمة الطاقة وكل ذلك في اجزاء من الثانية بدون تدخل البشر وبما يضمن حماية البشر والحفاظ على نوعية حياتهم الطبيعية:
الى هنا ينتهي الفضل الثاني من منهاج مدخل الى انترنت الاشياء (Introduction to Internet of Things IoT).
وللأخوة المتابعين نقدم شكرنا وامتناننا على المتابعة لحد الان حيث وصلنا الى نصف المنهج تقريباً وسيتم تجميعه كله في كتاب واحد تحت عنوان (انترنت الاشياء – الجزء الاول) على امل اكمال ما بدأنا في هذا الكورس في اقرب وقت فلا تفوتكم المتابعة معنا في الجزء الثاني والذي سيركز على الامور التقنية الحاسوبية والشبكاتية اكثر من الجزء الاول والذي كان مليئاً بالتفاصيل العامة عن كيف سيغير انترنت الاشياء الحياة كما نعرفها وكيف سيقدم لنا الكثير من الخدمات والتسهيلات.
تحياتي للجميع ولا تنسونا بالدعاء وانتظروا المزيد.
جزاكم الله خير وانا تابعت من اول درس لحد الان والتفاصيل كانت مفيدة
LikeLike
شكراً جزيلاً لكم ويسعدني متابعتكم وان شاء الله الاختصار لن يؤثر على المحتوى العلمي وسأحرص على تضمين الدروس كل شيء مفيد دون ارهاق القاري بكثرة التفاصيل البعيدة عن الجانب التقني واكرر شكري لمتابعتكم القيمة
LikeLike
استاذ مصطفى السلام عليكم اني محتاج مساعدتك بمشروع تخرج عنوان المشروع نقل البيانات من حاسوب الى حاسوب بلغة ++cواتمنى ترسل البرنامج ع الامل فقط الكود البرمجي taiftaif201612@gmail.com
LikeLike
وعليكم السلام
هذا الرابط يحتوي البرنامج الكامل مع توضيح لكيفية تشغيله
https://www.codeproject.com/Articles/13673/C-Winsock-Client-To-Server-File-Transfer-Made-Easy
LikeLike
استاذنا مصطفى محتاج مشروع تخرج بلغة \++c عنوان المشروع نقل بيانات من حاسبة الى حاسبة
وارجو ارسالي البرنامج على الايميل taif taif201612@gmail.com
LikeLike
تمت الاجابة على هذا السؤال في التعليق السابق 🙂
LikeLike
بارك الله فيك استاذ مصطفى
LikeLike
شكرا جزيلا اخي الكريم
LikeLike
بارك الله فيك باش مهندس مصطفى .. والله استفدت من موضوعك كثير وكنت قد سررت لما حصلت مرجع لانترنت الاشياء بالعربي وباذن الله سيكون موضوع رسالتي للماجستير حول انترنت الاشياء وستكون مدونتك هي مرجعي الاساسي في بحثي..
اسال الله ان يزيدك علما فانت اهلاً للزيادة لان الله تعالى قال (لئن شكرتم لازيدنكم) وانت قد شكرت نعمت العلم بنشرها, كما اسال الله ان يزيدك صحة وعافية وان يحفظك ويحفظ كل احبابك وان يحقق مرادك.. لك خالص محبتي واحترامي
LikeLiked by 1 person
يسعدني ويشرفني ذلك اخي الكريم ودعائي لكم بالتوفيق الدائم
LikeLike
السلام عليكم اريد منك النسخة الغير معربة للمقالات انترنت الاشياء ارجوا الرد دكتور
LikeLike
وعليكم السلام
الكورس كاملاً تم نشر رابطه في الدروس والكتاب بجزأيه وهو مأخوذ من اكاديمية سيسكو للشبكات
LikeLike